عمله ذهبيه من عصر الخليفة العثماني عبد العزيز خان (1861_1871)
السلطان الغازي عبد العزيز خان
المولود في ١٤ شعبان سنة ١٢٤٥ (الموافق ٩ فبراير سنة ١٨٣٠)، وفي ١٨ ذي الحجة سنة ١٢٧٧ (الوافق ٢٦ يونيو سنة ١٨٦١)، توجه في موكب حافل إلى ضريح سيدي أبي أيوب الأنصاري، وهناك تقلد السيف السلطاني على ما جرت به العادة، ومنه سار لزيارة قبر السلطان الغازي محمد الثاني — فاتح الآستانة — ثم قبر والده السلطان محمود الثاني رحمهم الله جميعًا. وكانت فاتحة أعماله أنه أقر الوزراء في مراكزهم ما عدا ناظر الجهادية رضا باشا؛ فإنه أبدل بنامق باشا، وهاك ترجمة أمر بقاء الوزراء المؤرخ ٢٣ ذي الحجة سنة ١٢٧٧ (الموافق ٢ يوليو سنة ١٨٦١)، نقلًا عن منتخبات الجوائب:
عبد العزيز الأول (1830 - 1876) ابن السلطان محمود الثاني. هو خليفة المسلمين الرابع بعد المائة وسلطان العثمانيين الثاني والثلاثين والرابع والعشرين من آل عثمان الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة. استوى على تخت المُلك بعد وفاة شقيقه عبد المجيد الأول في 25 يونيو 1861، ومكث في السلطة خمس عشرة عامًا حتى خلعه وزراؤه وسائر رجال الدولة في آخر مايو 1876 وتوفي بعدها بأربعة أيام وقيل انتحر وقيل أيضًا قد قتل. امتاز عهده بغنى الدولة بالرجال وبكثير من الإصلاحات التي تمت على يد صدريه محمد أمين عالي باشا وفؤاد باشا، الذين كسبا شهرة في التاريخ العثماني، ولم تبدأ مشاكل السلطنة بالتفاقم -والذي توّج بإعلان إفلاس الدولة عام 1875 - إلا بعد وفاتهما؛ كما أنه السلطان العثماني الوحيد الذي قام بزيارات خارجية سياسية إلى مصر وإلى كلٍ من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، ولم يشهد عهده أي حروب خارجية للدولة.
بعد خلعه افتتح عبد العزيز قائمة سلاطين مخلوعين، فجميع خلفائه: مراد الخامس وعبد الحميد الثاني ومحمد الخامس ومحمد السادس وعبد المجيد الثاني لم يبرحوا في العرش حتى وفاتهم بل تنازلوا طوعًا أو كرهًا، وقد قيل أن الدولة العثمانية كانت تسير نحو نهايتها حتى عهد عبد العزيز بسرعة عربة يجرها حصانان، وبعد عبد العزيز بسرعة قطار بخاري.
السلطان الغازي عبد العزيز خان (العثماني)
السلطان عبد العزيز - (1277-1293/1861-1876م). ولود في 14 شعبان سنة 1245هـ، 8 فبراير سنة 1830م، تولى الحكم بعد أخيه في أواخر عام 1277هـ. وفي 18 ذي الحجة سنة 1277هـ، 7 يونيه سنة 1861م، توجه في موكب حافل إلى ضريح أبي أيوب الأنصاري، وهناك تقلد السيف السلطاني على ما جرت به العادة، ومنه سار لزيارة قبر السلطان الغازي محمد الثاني فاتح الأستانة، ثم قبر والده السلطان محمود الثاني.
وكانت فاتحة أعماله أنه أقر الوزراء في مراكزهم، ما عدا ناظر الجهادية رضا باشا، بالقرار المؤرخ في 23 ذي الحجة سنة 1277هـ، 2 يوليو سنة 1861م.
وفي عهده تفجرت ثورة في جزيرة كريت وأُخمدت عام 1283هـ/1863م. وتم فتح قناة السويس عام 1285هـ/1869م، وصدرت مجلة الأحكام العدلية، وقانون التجارة البحرية في أوائل عهده، وزار أوربا، وفكَّر في الاستفادة من خلاف الدول الأوربية فيما بينها، لكنه وجد أنها تتفق جميعهاً ضد دولته لأنها دولة إسلامية، ولم يستطع الأوربيون أن ينسوا الحقد الصليبي المغروس في نفوسهم، غير أنهم كانوا يختلفون فيما بينهم حسب مصالحهم الخاصة.
وكانت الدول الأوربية عازمة على الضغط على الحكومة العثمانية، للاستمرار في خطوات الإصلاح والنهوض المزعوم على النهج الغربي، والفكر الأوربي، والمبادئ العلمانية، وأكد السلطان عبد العزيز عزمه على مواصلة السير في الطريق الذي سلكه أبوه محمود الثاني، وأخوه عبد المجيد، فأبقى على كل أصحاب المناصب من المتكلفين بتنفيذ الإصلاحات.
وكان من أهم الإصلاحات الإدارية في عهده صدور قانون الولايات عام ( 1281هـ/1864م )، وفي مجال الإدارة أيضاً أنشئت محكمة عليا قضائية ( ديوان الأحكام العدلية ). كما أُنشئ عام 1285هـ/1868م. مجلساً للدولة على النسق الفرنسي سُمي: شواري دولت. أي مجلس شورى الدولة، وكان من أهم اختصاصاته مناقشة الميزانية. ومن الإصلاحات التي أُجريت في خلافته، القانون القاضي بجواز انتقال الأراضي الميرية الخراجية والموقوفة، لورثة صاحب المنفعة، الصادر في 17 محرم سنة 1284هـ، 21 مايو 1867م، وأصبحت في عهده الدولة العثمانية من الدول البحرية الأولى في العالم، كما عمل على إرسال البعثات البحرية إلى الخارج، واشترى المدرعات، وشيَّد عدة معامل لصنعها ولصنع الآلات والمراجل، وعادت دار صناعة " إزميت " إلى ما كان لها من مجد، كما أصلح الكثير من أحواض السفن، وأسس مجلة الأحكام العدلية، وعمل على إحقاق الحق.
أما في مجال التعليم، فقد أسست مدرسة ثانوية عام 1285هـ/1868م هي: مدرسة غلطة سراي، كان برنامج الدراسة فيها خيراً من برامج المدارس الثانوية الأخرى، وكانت كل المواد التي تدرس فيها باللغة الفرنسية، فيما عدا اللغة التركية. وكانت الغاية من إنشائها هي تخريج طائفة من الشباب القادر على حمل عبء الوظائف العامة، وكان هؤلاء الشباب من مختلف الديانات، فالأغلبية من المسلمين، ولكن كان بها اليونان والأرمن، وهم نصارى، كما كان بها أعداد من اليهود. والواقع أن الطلاب قد أقبلوا على هذه المدرسة حتى بلغ عددهم عام 1869م ستمائة طالب مسلمين ونصارى ويهود []. [] الدولة العثمانية، د. اسماعيل ياغي، ص159.
ومما امتاز به السلطان عبد العزيز خان عما عداه من السلاطين العثمانيين، تفقده ممالكه المحروسة بنفسه، وسياحته خارجاً عنها، وفي 19 صفر سنة 1284هـ، 22 يونيو سنة 1867م، سافر السلطان عبد العزيز إلى مدينة باريس.
في عام 1293 هـ/1876م، استطاع مدحت باشا أن يَعزل السلطان عبد العزيز، بعد أن نسبوا له التبذير والإسراف، علاوة على عدم استقرار قواه العقلية، فتم عزله، ثم قام مدحت باشا وجماعته بقتله، وقيل بل قتل نفسه، بأن قطع شرايين زراعيه، ودفن بجوار أبيه السلطان محمود.
مؤرخ وباحث .. الصاوي محمد الصاوي